كانت العشائر العراقية ولا تزال جزءا حيويا ومهما من تركيبة ال

من طرف العصائب 2009-11-04, 7:09 pm

كانت العشائر العراقية ولا تزال جزءا حيويا ومهما من تركيبة المجتمع العراقي ارتبطت بالكثير من الوقائع والإحداث التي شهدتها بلاد الرافدين منذ مئات السنين. ومسألة بقاء العشائر في العراق محتفظة بتأثيرها على مسار الإحداث في العراق بقيت مرتبطة بعوامل عدة أبرزها غياب الاستقرار السياسي والأمني والذي أدى إلى ضعف الحكومة وعجزها عن بسط الأمن والقانون
لقد أكد المؤرخون والكتاب والأعداء منهم قبل العراقيين والأصدقاء، ومنهم على سبيل المثال الضابط البريطاني ستيفن لونكريك في كتابه (أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث) بأن العشائر العراقية التي كانت ممثلة باتحادات القبائل كاتحاد الخز اعل واتحاد المنتفك واتحاد بني لام، إضافة إلى عشائر ربيعة وتميم وزبيد وبني أسد وغيرها. قد لعبت ومنذ بداية القرن السابع عشر الميلادي تقريباً الدور الرئيسي والحيوي في تأريخ العراق الحديث، حيث أنها وبسبب غياب الدولة العراقية مثلت العراقيين المعروفين وعبر تاريخهم الطويل الذي يمتد لأكثر من ثلاثة آلاف سنة، بنزوعهم للحرية ورفضهم للاحتلال والتسلط الأجنبي والعبودية، والذي أضاف له الإسلام العقيدة الإيمانية الراسخة والواجب الشرعي في الجهاد وحب الشهادة.
وأفضل شاهد على ذلك هو ثورة العشرين الوطنية الكبرى حيث هبت العشائر العراقية، عربية وكردية، سنية وشيعية، ملبية نداء المرجعية الدينية التي تمثلت بفتوى الإمام الشيرازي الكبير، بالثورة على المحتلين الإنكليز، وقد استطاعت تلك العشائر ببنادقها القديمة وأسلحتها البدائية (الفالة والمكوار) من أن تهزم جيش الإمبراطورية البريطانية التي كانت لا تغرب عن أراضيها الشمس، كما وكانت في عز مجدها وزهو انتصاراتها في الحرب العالمية الأولى، وإن تمرغ كل ذلك في أوحال الأرض العراقية التي امتزجت بدماء رجال العشائر الشجعان في معارك لا زالت أسمائها تثير فزع البريطانيين كالرارنجية والعارضيات.
و اليوم ورغم كل ما عانت منه العشائر من ظلم واستهداف لرمزها وشيوخها الاصلاء أصحاب المبادئ العربية الأصيلة ,كانت العشائر أول من بادرت إلى التصدي لمحاولات تمزيق وحدة العراق وفدرلتة تحت مسميات طائفية و وقفت بوجهة العصابات التكفيرية والطائفية وإجهاضها وذلك عندما قامت بشن حملة مضادة أدت إلى طرد هذه العصابات من معاقلها السابقة وفرض الأمن والاستقرار في هذه الأماكن.
و هذه الصورة الأمنية الايجابية كان للعشائر العراقية فيها دور كبير
بذلك أصبح زعماء العشائر قادة مؤثرين في البلاد ,حرص الزعماء السياسيون الفاعلون على استقطابهم من اجل تحقيق أهداف سياسية مما جعل العشائر تحتفظ بدورها التقليدي في إيجاد نوع من التوازنات والاستقطاب داخل البلاد،
إن مدوا جسور المودة بين العديد من العشائر العراقية على مدى السنوات ضاربة بالقدم، ومع التغيير السياسي الذي شهده العراق لوحظ في أماكن متفرقة من البلاد قيام البعض من رجالات العشيرة الواحدة أو مجموعة من العشائر بشر الأخلاق العربية الأصيلة والتثقيف ضد كل المشاريع التي تعكر امن المواطن وتخالف شرائع السماوات.
ونحن نتوجه اليوم إلى شيوخ عشائرنا ونقول لهم إن المرحلة القادمة توجب عليكم المشاركة في إنقاذ العراق و وضعة على الطريق الصحيح لكي يأخذ لذلك الدور القيادي الذي يراد له إن يقوم فيه من اجل خدمة الإنسانية وعلا كلمة الإسلام الحنيف.
فان إيصال الشخصيات الوطنية إلى مواقع القرار في الخارطة السياسية العراقية مكفول بتوجيه بناء العشيرة التوجه الصحيح وهذا هو دوركم , كما إن مطالبتكم بالقائمة المفتوحة وحسن اختيارها من بين القوائم لا يمكن جاهلة .
وخاصة بعد أن أعلنت مرجعيته الدينية في النجف الاشرف بوجوب اختيار القائمة المفتوحة ، ذلك الموقف الذي جاء عبر فتاوى الشرعية ، والتي دعت فيها الشعب العراقي المظلوم كله إلى وجوب التوحد ورص الصفوف وانتخاب الوطنين الشرفاء الذين يحافظون على ثروات العراق وأهل العراق من التمزق ، واغتنام الفرص المتاحة حالياً والمتمثلة بالموقف الدولي الراهن الذي تتجه بوصلته الحالية صوب العراق داعية إلى تغيير نظام الانتخابات بصفته لا يخدم الشعب العراقي يشكل خطراً دائماً ومستمراً على مستقبل الشعب العراقي
كما دعت المرجعية إلى إن يتمكن كل أبناءه من العيش بسلام وعدل وأمان، بشرط أن يكون ذلك كله قائماً على الأسس والمبادئ الإسلامية السمحاء العظيمة.
فاليوم يومكم والتاريخ سيسجل لكم هذه المواقف كما سجلها إلى من كان قبلكم وانتم أهلا لصناعة تاريخ العراق الديمقراطي الجديد.