الانتخابات العراقية وكرة الثلج
صفحة 1 من اصل 1
الانتخابات العراقية وكرة الثلج
من المؤكد أن الكثيرين من المهتمين بالعملية الانتخابية في العراق, سواءاً كانوا على اتفاقٍ معلن أو انشقاق, فإنهم يتطلعون الى ما سوف يفرز عنه ذلك السباق المحموم من معطيات قد لا تكون جديدة على وعي المواطن العراقي ولكنها قد تكون غريبة في كتابة سيناريوتها واسماء مخرجيها بل وحتى في وجوه ممثليها. فالانتخابات العراقية عادة ما تشبه وقائع تصفيات مسابقات كرة القدم المجموعية والتي لا يتسنى لنا معرفة الفائز فيها حتى يطلق الحكم صافرة النهاية. ومن هنا فإن هنالك قوائماً ستختفي واحزاباً ستضمحل واسماء قد تنطفيء وأخرى قد تتجمر وتشتعل. فالانتخابات بطبيعتها العملية هي عبارة عن تصفية حسابية برؤية سياسية وهي في ذاتها كالعلاقة بين المنخل العراقي وبين طحين الحصة التموينية. والذي يدعوني لتناول هذا الموضوع بالذات هو طريقة التفكير التي تقود البعض من قياديينا بخصوص رؤيتهم العملية والعلمية لموضوعة المشاركة في الانتخابات من عدمها أو لنقل بخصوص طرائق تحليلهم لما ستتمخض عنه من نتائج. إن الرؤية السليمة للممارسة الانتخابية, من وجهة نظري الشخصية, تعني أن هنالك قيادات سياسية تؤمن بالتجريب بدلاً من أن تؤمن بالاحباط, كما أن هنالك قيادات تؤمن بالكسب السريع أو الهرب الاسرع, وهنالك ايضاً قيادات تؤمن بأهمية دخول المعترك الانتخابي من أجل ترك بصمة سُمعوية في ذهن الناخب بشكل يمكن أن تحفر معه اخدودا طيبا وذكرى جميلة في نفسية المواطن العراقي. من المعروف لدينا جميعا أن السنوات السبع العجاف التي مرت على ذاكرة المواطن العراقي والحبلى بالوعود والانفلات من القيود قد انتهت بتحطيم الحدود وزيادة الجحود وهو ما جعله, أي المواطن, أكثر قدرة على التحليل والاختيار والتعليل واتخاذ القرار. إن الائتلافات الحديثة العهد بالعملية الانتخابية والتي تشكلت بناءا على رؤى موضوعية لما آل اليه حال المواطن العراقي بعد تفشي الفساد في أرض السواد وهروب الكفاءات من العباد وإحالة الوطن الى كومةٍ من رماد, لتُعتبر حالة صحية وظاهرة سليمة لما يجب أن تكون عليها مفردة القائمة الوطنية بصدقها العلمي وتطلعاتها المستقبلية وخصوصا حينما تبني افكارها وتشكل اهدافها على ثقافة المواطن وتعزز في داخله احترامه لقدراته التي يراد لها أن تخبو حتى لا تحرق مفاتيح الجهل والظلام. وهي هنا, حتى وإن جاءت رياح الانتخابات عكس اشرعة قواربها خلال المرحلة الحالية, إلا انها, وخلال المراحل المتقدمة, تتحول الى ما يُشبه الصخرة التي تتدحرج في مسارها على جبل مغطى بالثلج, فهي تكبر وتكبر مع كل استدارة لها حول محيطها الخارجي تاركة في جبل الثلج أثراً واضح المعالم قد يكون طريقا آمناً للصعود نحو القمة لأولائك الذين لازالوا يحدوهم الأمل بالصعود والمشاركة في إحداث عملية التغيير القادم. حكمة المقال: القائمة التي لا تمتلك القدرة على غزو عين الناخب قد تكون الأقرب الى قلبه.
العصائب- عضو نشط
-
عدد الرسائل : 112
تاريخ التسجيل : 08/08/2009
مواضيع مماثلة
» اضحك مع الخارجية العراقية
» لقاء حديث مع المرجعية العراقية العربية
» الانتخابات البرلمانية والسعي لتغييب ملايين الاصوات المهجرة
» العراقية 333 وصوت حق ل 134
» ترجمة اللغة العراقية
» لقاء حديث مع المرجعية العراقية العربية
» الانتخابات البرلمانية والسعي لتغييب ملايين الاصوات المهجرة
» العراقية 333 وصوت حق ل 134
» ترجمة اللغة العراقية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى