محمد فوده يكتب: نصير الأسدى .."قلب" أبيض يسير على قدمين

محمد فوده يكتب: نصير الأسدى .."قلب" أبيض يسير على قدمين

بقلم محمد فوده


فى يوم مولد صديقى الوفى رجل الأعمال العراقى نصير الأسدى أتذكر الكثير والكثير .. واعترف أننى ولأول مرة أجدنى غير قادر على التعبير عما يجيش فى صدرى نحوه واكتشف أن مفردات الكتابة تضيق وتعجز عن وصف ما أريد البوح به عن هذا الرجل .
فمن أين أبدأ ؟ هل أتحدث عن نصير الأسدى "الإنسان" الذى يؤمن بأن التسامح والعفو عند المقدرة من شيم "الكرام" وأن الله سبحانه جل وعلا لا يضيع اجر من أحسن عملا ؟ أم أترك لقلمى العنان ليحلق فى سماوات الاقتصاد وأبحر معه فى محيط مشروعاته الاستثمارية العملاقة التى نفذها ما يزال ينفذها فى دول كثيرة فى عالمنا العربى.
نصير الأسدى وأنا اشاركه احتفاله بعيد ميلاده جعلنى أتذكر الحكمة الشهيرة التى تقول :"السم الذى لا يميتنى يزيدنى قوة" واعترف بأننى كنت من قبل أشعر بأن تلك "الحكمة" قد تحولت الى مجرد كلمة تلوكها الألسن من فرط تكرارها بمناسبة وبدون مناسبة..ولكن ـ والحق يقال ـ فإن الأسدى استطاع أن يجسد تلك الحكمة على أرض الواقع ويحولها الى كلمة من "لحم ودم" وجعلها حقيقة لا خيال فلم أرى فى حياتى شخص يمتلك هذه القدرة على تحمل الطعنات والسهام التى كانت توجه نحوه من كل صوب وحدب .
نصير الأسدى يحمل بين ضلوعه قلب أبيض لا يعرف الحقد أو يسمح للكراهية ان تدخل ضمن مفردات قاموسه الشخصى وهذا ـ فى تقديرى ـ سر "التركيبة" النفسية للرجل الذى يخرج دائما من كل الأزمات منتصراً متمتعا بقوة أكبر وقدرة فائقة على تجاوز المحن .
فى يوم مولدك أيها الصديق العزيز أتذكر أنك تكاد تكون رجل الأعمال الوحيد الذى يحمل فى أوراقه الرسمية "جنسية " عربى ولا يحرص على الانتماء لبلد " محدد".. حيث لا تعترف بالحدود الجغرافية التى تفصل بين بلداننا العربية وترسم لنفسك حدودا أعم وأشمل تستند الى وطن واحد وهدف واحد واقتصاد لا يعرف الأنانية ، فها هى مشروعاتك العملاقة تقام شامخة على أرض العراق وتعد علامات مضيئة فى الاقتصاد العراقى ونفس الشئ نجده فى المملكة الاردنية وأيضا هنا على أرض مصر.
فى يوم مولد صديقى نصير الأسدى أتذكر أياديه "البيضاء" على الكثيرين من صغار وكبار المستثمرين الذين كانوا يتعرضون لأزمات طارئة فى أعمالهم فقد كنت أراه يمد يد العون لهؤلاء دون تردد ودون أن ينتظر كلمة شكر من أحد لقناعته الشخصية بأهمية إعلاء شأن الجانب "الإنسانى" فى أية تعاملات حتى لو كانت تلك التعاملات تتعلق بـ "البزنس" الذى لا يعترف أصلاً بالعواطف .. لكن الاسدى ومن خلال معرفتى الوثيقه به له رأى آخر وهو أن من يتعرض لأى مشكلة طارئة يجب ألا نتركه فريسة للظروف السيئة ولابد أن نمد له يد العون وهو ما كان يتبعه الأسدى مع من حوله من المستثمرين الصفار والكبار على حد سواء دون ان ينتظر منهم رد الجميل.
والصديق نصير الاسدى لمن لا يعرفه فهو أقرب الى الشخصيات الأسطورية التى لا وجود لها على ارض الواقع فأفعاله النبيلة وسط هذا الكم الهائل من الغدر والخيانة يجعلنى أعتبره اقرب الى الشخصيات التى نقرأ عنها فى قصص الأدب القديم وحكايات الأساطير ، فهو أشبه بطائر " الفينيق" الذى يجسد أسطورة الصمود والتحدى والثورة على الواقع وتحويل "المحنة" الى "منحة" وتحويل "الأزمة" الى بداية لانطلاقه جديدة تستند الى جناحين احدهما "الحب" والأخر "التسامح" فبالحب والتسامح استطاع نصير الاسدى أن يتنقل بين فضاءات وسماوات العمل العام والخاص ليحط فى أى مكان كيفما وحسبما شاء.
تهنئة لصديقى الوفى نصير الاسدى فى يوم مولده .. وتهنئة لكل محبى وعشاق الاسدى فى كل مكان .. ويحضرنى هنا بيت شعر عربى يقول " ضاقت ولما استحكمت حلقاتها .. فرجت وكنت أظنها لا تفرج".