نصير الأسدى .. العاشق للأردن

محمد فوده يكتب:
نصير الأسدى .. العاشق للأردن
متى يتدخل الملك عبد الله لحل مشكلة نصير الأسدى فى الأردن؟

وأنا اتصفح التقرير الذى صدر اليوم عن البنك الدولي عبر موقعه على شبكة الإنترنت ، استوقفتنى الدعوة التى وجهها البنك الى البلدان النامية ومنطقة الشرق الأوسط بضرورة تركيز جهودها على التصدي للتحديات الخاصة بكل منها، مثل: تحقيق نمو اقتصادى متوازن من خلال إجراء إصلاحات هيكلية، ومواجهة الضغوط التضخمية، ومعالجة ارتفاع أسعار السلع الأولية ، وذلك بعد أن تمكنت من تجاوز الأزمة المالية العالمية الى جانب ضرورة جذب المزيد من الاستثمارات وتنشيط ما هو قائم بالفعل من استثمارات خارجية فى كل بلد على حده.
استوقفتنى تلك الدعوة من البنك الدولى وجعلتنى أشيد بما يجرى الآن على أرض المملكة الأردنية الهاشمية من توجه عام يقوده العاهل الأردنى الملك عبد الله والذى يستهدف فى المقام الاول جذب أكبر عدد من المستثمرين العرب وغير العرب من المشهود لهم بالكفاءة ونظافة اليد وطهارة المال وذلك من أجل تحقيق المزيد من النمو الاقتصادى والتصدى لتلك التحديات التى ظلت لفترة طويلة عائقاً أمام مواجهة الضغوط التضخمية.
وعلى الرغم من علمى التام بحرص العاهل الأردنى على تحقيق هذا التوجه على وجه الخصوص إلا أن ما يتعرض له المستثمر العراقى نصير الأسدى داخل الأردن من محاولات حثيثة بهدف إقصائه وإبعاده عن الأردن بشكل متعمد لمصلحة مستثمرين منافسين كل همهم الاستحواذ على السوق الأردنى وتغليب المصلحة الشخصية على مصلحة بلد بأكمله جعلنى أشعر بخيبة أمل.
فهل ارتكب نصير الأسدى جريمة حينما أنشأ مشروعات اقتصادية كبرى داخل الأردن؟ وهل أخطأ الرجل حينما وضع الغالبية العظمى من استثماراته داخل وطنه الثانى الأردن مما أسفر عن تحقيق نقله نوعية فى حركة سوق المال الأردنى وانتعاش كبير فى بورصة عمان التى كانت تعانى لعدة سنوات من انهيارات بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية.
أنا وان كنت اعرف الرجل عن قرب فإننى لا أجامله أو أمنحه وصفا لا يتسق مع الواقع ولكن من يقرأ السيرة الذاتية للأسدى وحجم اعماله فى بعض البلدان العربية يكتشف انه أمام رجل عراقى المولد أردنى الهوى فالأردن بالنسبة لنصير الأسدى مكان فى القلب والعقل والوجدان .. الاردن بالنسبة له نسمة هواء عليل وسط جو شديد الحرارة.
لقد سألته ذات يوم :ولماذا كل هذا الحب للأردن رغم كل ما تلقاه من بعض الأشخاص الذين يعملون بدافع من مصالح شخصية للإطاحة بكيانه المالى .. قال لى أن المال يأتى ويزول ولكن الحب والعلاقات الإنسانية هى الأبقى والأدوم وأنا تربطنى بالأردن المكان والإنسان علاقات وثيقة من الصعب الإفلات منها لأنها ترتكز على رصيد كبير من الحب الحقيقى وفوق كل هذا وذاك فأنا اعلم علم اليقين ان العاهل الأردنى الملك عبد الله بكل تأكيد لن يرضى عن محاولات البعض اقصائى عن المشهد الاقتصادى فهو لم يبخل على أى مستثمر جاد بالحماية والرعاية الملكية خاصة وأن نشاطى المالى فى السوق الأردنى يعرفه الجميع سواء كبار أو صغار المستثمرين.
هكذا يفكر نصير الأسدى وهكذا يرى أزمته .. وهكذا هو يحسن الظن بالكبار.. فنصير الأسدى ليست مشكلته فى المحاولات المستمرة للقضاء على استثماراته فى الأردن ولكن المشكلة الحقيقية فى عدم وصول صوته الى أصحاب الكلمة والقرار الذين بكل تأكيد لديهم القوة والقدرة على تصويب الوضع الخاطئ.
أعتقد أن حل مشكلة نصير الأسدى يكمن فى أن تصل تلك المشكلة الى العاهل الأردنى لينظر فيها بعين الرعاية وبالطبع فإن ذلك سيكون له الدور الأكبر فى حل المشكلة ووقف الحملات المنظمة التى يشنها البعض ضد المستثمرين الشرفاء.
ولن أكون مبالغا إن قلت أن الملك عبد الله هو بالفعل بمثابة صمام الأمان وحائط الصد الأولى أمام تلك المؤامرة التى يتعرض لها نصير الأسدى داخل الأردن .. فالملك عبد الله بعيداً عن كونه حاكما ومسئولاً عن بلد بأكمله فهو فى المقام الأول إنسان يحمل داخل صدره قلب أبيض ينبض بالحب وبالمشاعر النبيلة تجاه من أى شخص يلجأ إليه فى أوقات المحن والأزمات .. لقد عرفت الرجل عن قرب ولمست بنفسى مقدار الحب الذى يحظى به العاهل الأردنى ليس داخل المملكة فحسب بل فى أنحاء متفرقة من عالمنا العربى ، الأمر الذى يدعونى الى أن تتحقق امنيتى بأن يتدخل الملك لحل مشكلة نصير الأسدى الاقتصادية داخل الأردن .. راجيا أن يتسع صدره لسماع وجهة نظر الأسدى حينما يفند لجلالته تفاصيل المؤامرة التى تعرض لها داخل الأردن التى يعتبرها بلده الثانى الذى يحبه الى درجة العشق؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ
نقلا عن جريده نت